هادي وقيادات حكومية أثناء لقاء غريفيث في الرياض أمس. (سبأ)
هادي وقيادات حكومية أثناء لقاء غريفيث في الرياض أمس. (سبأ)
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مقترحاً للمبعوث الأممي مارتن غريفيث بعقد جولة مشاورات قادمة أو تحديد مكانها دون تنفيذ اتفاق ستوكهولم والانسحاب من الحديدة والموانئ الثلاثة وحسم ملف الأسرى والمختطفين. وكشفت مصادر رئاسية لـ«عكاظ» أن هادي شدد خلال استقباله غريفيث في الرياض أمس (الثلاثاء)، على أنه لا مشاورات قادمة دون تنفيذ اتفاق السويد بالكامل. وأفادت أن المبعوث الأممي أخفق في إقناع الرئيس هادي بتحديد موعد لعقد جولة مشاورات قادمة، أو تحديد مكانها والذي كان ينوي الإعلان عنها خلال إفادته أمام مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم. وأكدت المصادر، أن الشرعية اليمنية تتمسك بتنفيذ اتفاق ستوكهولم أولاً بكامل بنوده، وفق الجدول الزمني المتفق عليه، قبل البدء بأي مشاورات جديدة. وقال هادي إن تنفيذ اتفاق الحديدة يمثل اللبنة الأولى لإرساء معالم السلام وبناء الثقة المطلوبة ودون ذلك لا جدوى من التسويف التي اعتاد عليها وعرف بها على الدوام الحوثيون، مشدداً على أهمية وضع تواريخ زمنية لتنفيذ خطوات اتفاق ستوكهولم والالتزام بها وممارسة الضغط الأممي والدولي تجاه من يعيق التنفيذ.واستعرض الرئيس اليمني معاناة المدنيين في الحديدة من ممارسات مليشيا الحوثي والعبث بالمساعدات الإنسانية وتهريب الأسلحة الإيرانية وتكريس الموارد لتمويل حروبهم، والاعتداءات المتكررة على الملاحة الدولية وتهديد دول الجوار.

وقد تعهد غريفيث بالعمل على إخلاء الموانئ وفتح الطريق إلى مطاحن البحر الأحمر وتنفيذ خطوات اتفاق ستوكهولم كاملة ومنها ما يتصل بالجوانب الإنسانية وملف الأسرى والمعتقلين.


في غضون ذلك، هاجم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، بشدة المبعوث الأممي مارتن غريفيث، متهما إياه بـ«الانحياز» والرضوخ لابتزاز مليشيا الحوثي. واعتبر الإرياني في تغريدات أمس (الثلاثاء)، أن البيان المشترك الصادر عن غريفيث ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك حول الأوضاع في اليمن، يمثل انحيازا واضحا لا يمكن السكوت عنه، ويؤكد رضوخ المبعوث الأممي لابتزاز وضغوط مليشيات الحوثية. وقال الإرياني على (تويتر): إن البيان المشترك يناقض التصريحات السابقة لمارك الذي حمل المليشيات الحوثية المسؤولية عن منع تفريغ مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر وعرقلة فتح خطوط آمنة للإمدادات الغذائية. ووصف البيان المشترك بأنه «انحياز واضح وفاضح» لا يجب السكوت عنه كونه يخالف الواقع على الأرض حيث تستمر المليشيات الحوثية منذ شهرين في تعطيل تنفيذ اتفاقية السويد بشأن الوضع في الحديدة وإعاقة إعادة الانتشار، كما أنه يتجاهل كل الجهود والتنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية والتحالف لتنفيذ الاتفاق.

ولفت إلى أن البيان المشترك يؤكد رضوخ المبعوث الأممي لابتزاز وضغوط المليشيات التي تمنع حتى اللحظة وصول الإمدادات الإغاثية وتهدد بتفخيخ الميناء ونسفه، واتهمه بتجاهل التزام الحكومة بتنفيذ الاتفاق وبذلها مختلف الجهود لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية استشعارا بمعاناة المواطنين. وحذر الإرياني من أن البيان الأممي يشي بعدم جدية الأمم المتحدة في التعامل الحازم مع مليشيا الحوثي، مؤكدا أن صبر الحكومة اليمنية على هذا التلاعب لن يطول. وكان البيان الأممي زعم أن مليشيا الحوثي ملتزمة بتنفيذ اتفاق الحديدة، وتأمين الوصول إلى المطاحن على رغم أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، أعلن في وقت سابق أنها رفضت منح تصريح عبور للخطوط الأمامية المؤدية إلى مناطق الشرعية للوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، مضيفاً أن الحوثيين برّروا ذلك بالمخاوف الأمنية.